الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

الطفل وانتماءه لجنسه


عزيزي القارئ



قصدت أن أسرد هذه القصة الواقعية والتي تشرح بوضوح أسباب ونتائج اضطراب الانتماء الجنسي عند الأطفال


لان كثير من أحداثها المأساوية كان السبب فيها مقولة أو فعل للأهل لايلقون لها بالاً ولكنها كانت بمثابة قذيفة في قلب وعقل ابنتهم الطفلة البريئة

قصة واقعية


جاءتني يوماً سيدة في الثلاثين من عمرها تطلب مني أن اجري لها عملية تجميل لكي تتحول إلى رجل


نظرت إلى السيدة بتعجب فهي كاملة الأنوثة من حيث المظهر


فقلت لها بهدوء شديد :طبعاً طبعاً ولكن يجب علينا إجراء بعض الاشعات والتحاليل ثم نأخذ موافقة هيئة الإفتاء


وبعد أيام ظهرت تحاليلها واشعاتها فوجدتها طبيعية جداً من حيث نسبة الهرمونات والجهاز التناسلي الأنثوي


فبدأت اقنع فيها أنها أنثى طبيعية جداً وتستطيع أن تصبح زوجة وأم لأطفال


انهمرت في البكاء وقالت لي :لن استمر على هذا الحال فكل انتمائي إلى جنس الرجال منذ صغري وحاولت كثيراً أن أغير من هذا الانتماء ولكن في كل مرة كنت افشل فشلاًًًً يقودني إلى الاكتئاب ومحاولة الانتحار


وآخرها كان زواجي إرضاء لأهلي ولكن مع أول ليلة وهو يلمسني أحس بإحساس رجل يلمس رجل مثله ولم أمكنه مني وتم الطلاق بعد أسبوع واحد من الزواج ولاموني على تصرفي ولكن دون إرادتي كان رد فعلي معه وحاولت الانتحار لارتاح من هذا الصراع ولكنهم أنقذوني


وعاودت البكاء وأعطيتها كوب من عصير الليمون

وقلت لها :هل تسمحي أن تقصي علي قصتك
فقالت ))أنا الأخت الأصغر لأربع بنات منحهم الله جمال ورشاقة لاتوجد عند كثير من الفتيات وأنا على العكس تماماً منهن لدرجة أن كل من شاهدنا معاً لم يصدق أننا أخوات وكان أبي يكرر دائماً على مسمعي انه كان يتمنى أن أكون ولد يحمل اسمه ويرثه
ومن هنا كنت أحاول منذ صغري الخروج من عباءة الأنوثة وذلك باللعب مع الأولاد وانفر من اللعب مع أخوتي البنات
وكنت ارتدي التشرت والبنطلون حتى الحذاء الاولادي وكنت اطلب دائماً قص شعري وعندما كانت ترفض أمي كنت آخذ المقص وأقصه بنفسي
وعندما أمتلك بعض المال من مصروفي كنت اشتري مسدسات وكرة قدم وسيارات لعبة

وحاولت أمي أن تنمي في إحساس الأنوثة ولكن دون جدوى لقد كانت نظرة وكلام أبي والمحيطين أقوى

وعندما كبرت بعض الشئ كنت انظر إلى أجساد إخوتي البنات بإعجاب بل وعشق وكنت أحب دائماً أن الصق جسدي بأجسادهن وأتحسس أماكن معينة ولكن أحداهن اشتكت إلى أمي أفعالي فنهرتني وضربتني

وكانت هناك بنت جميلة جارة لي بدأت معها علاقة صداقة في البداية وكنت المح لها بودي لها وإعجابي بجسدها

وفي غرفتها المغلقة بدأت في إثارتها جنسياً واستجابت واستمتعنا وكانت هذه بدايتي مع السحاق
وكنا نسهر دائما نفكر كيف نوقع هذه البنت أو تلك ونضمها إلى جماعتنا الشاذة وكان أهلي وأهلها مطمئنين لهذه العلاقة فهي أمامهم علاقة بين بنت وبنت مثلها
ومنذ هذا الوقت إذا جاءني فتى وحاول التودد إلى أو لامسني رجل بالصدفة كنت أحس باشمئزاز وغضب
شديد وانهره بعنف ومرت سنين عمري على هذا المنوال حتى تزوجت وحدث ماحدث))
وجلست على مكتبي وكلي أسى أكتب خطاب توصية إلى احد أساتذة الطب النفسي واشرح فيه حالة هذه السيدة
وفي داخلي أقول هذا هو حصاد لزرع فاسد واقصد بالزرع الفاسد تربية أهلها الغير واعية ووأدهم لأبنتهم في مهدها
وأقنعتها بان تبدأ العلاج النفسي من الآن فهو العلاج الأمثل لمثل حالتها
أن انتماء الطفل لجنسه واعتزازه بهذا الانتماء حماية له من أي انحراف و شذوذ جنسي ووقاية من كثير من الأمراض النفسية

وتعزيز هذا الانتماء هو دور الأهل من خلال :-
المعاملة:
من الممكن أن تكون طريقة المعاملة مع الطفل منذ ولادته تجعله يميل إلى تغيير غريزته الجنسية نحو المثلية أو انحرافها

فمثلا الأم التي تلد ولد وتقوم بتدليله بل وإلباسه ملابس البنات وبذلك يميل هذا الطفل بالتدريج لمجتمع النساء في تصرفاته وملابسه بل وغريزته نحو الذكور

والعكس في البنات إذا كانت الأم ضعيفة الشخصية وبعيدة عن ابنتها مع وجود أب عنيف يتجاهل جنس طفلته وتكراره دائما القول بأنه كان يتمنى أن تكون ولد فنجد أن هذه البنت تميل إلى تقليد والدها وتتجاهل أنوثتها إرضاء له وتميل بغريزتها نحو النساء

وكذلك من الضروري المساواة في التعامل بين الأخ والأخت من حيث التدليل والعقاب والحرية المعطاة والعمل الموكل إليهم

-اختيار الملبس
فلا نسمح أبداً بأن ترتدي البنت ملابس الولد
وكذلك الولد أن يرتدي ملابس البنت حتى لوكان

على سبيل المزاح

-نوعية اللعب المختارة
فلكل جنس ألعابه الفطرية الخاصة به فالبنت تميل إلى اللعب بالعروسة وأدوات المطبخ وما شابه
أما الولد فيميل إلى ألعاب الأسلحة والكرة والسيارات واللعب التي بها فك وتركيب



-نوعية الأصدقاء

دائما نحث الولد أن يلعب مع أقرانه من الذكور وكذلك البنت مع أقرانها من الإناث ويجب مراقبتهم أثناء اللعب وان يكون الأصدقاء قريبين في العمر والثقافة ولكن لامانع من الاختلاط بين الجنسين ولكن تحت أنظارنا

-مراقبة

مراقبة خلوة الأطفال وعدم غلق الأبواب عليهم

–الحرص
الحرص في كل توجه أو كلمة تقال للطفل حتى لو كانت على سبيل المزاح
-البعد عن المقارنة
المقارنة بينه وبين أقرانه أو زملائه يشعل الحقد والغيرة داخل نفسية الطفل
و في مثل حالة هذه السيدة بطلة القصة كان من الممكن أن يقال لها في طفولتها أن الإنسان لايختار شكله ولا أهله ولا عمره ولكنه يستطيع اختيار شخصيته الجميلة الجذابة ويحدد عمله ومستقبله بإرادته بمشيئة الله
********************جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق